من القاع إلى القمة الأوروبية… مانشستر يونايتد وتوتنهام أمام فرصة تاريخية في نهائي اليوروبا ليغ

في مشهد غير معتاد على الملاعب الأوروبية، يلتقي مانشستر يونايتد وتوتنهام هوتسبير يوم 21 مايو (أيار) في نهائي الدوري الأوروبي. المفارقة أن المواجهة المرتقبة لا تجمع فريقين من نخبة المنافسين المحليين، بل خصمين أنهكا نفسيهما في دوامة النتائج المخيبة في الدوري الإنجليزي الممتاز، ويصارعان للهروب من مراكز الهبوط أكثر من الصراع على الألقاب.
اليوروبا ليغ… طوق النجاة في موسم للنسيان
بينما يحتل مانشستر يونايتد المركز الخامس عشر، وتوتنهام المركز السادس عشر، بات واضحاً أن الدوري المحلي لن يحمل لهما أي أمل. ومع استحالة الوصول حتى إلى المركز الثاني عشر، فإن النهائي الأوروبي يتحول إلى فرصة لا تعوّض لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، خصوصاً أن اللقب سيمنح حامله بطاقة العبور إلى دوري أبطال أوروبا.
تغيير لوائح المسابقة أعاد خلط الأوراق
ساهم التعديل الجديد في نظام البطولة – الذي أنهى انتقال الفرق من دوري الأبطال إلى اليوروبا ليغ – في رسم مسار غير متوقع نحو النهائي. وجود فريقين بهذا التراجع المحلي في المباراة النهائية لم يكن ليحدث في ظل النظام السابق، لكن القواعد تغيرت، وها هي النتيجة: نهائي بطابع درامي على كل المستويات.
سابقة تاريخية؟ نعم، ولكن ليست الأولى من نوعها
رغم ندرة هذه الظاهرة، إلا أن التاريخ يحتفظ بأمثلة مشابهة لفرق فشلت محلياً لكنها لمع نجمها أوروبياً. أبرز تلك الحالات كانت:
وست هام يونايتد (2022-2023): أنهى الموسم في المركز 14، لكنه تُوّج بلقب دوري المؤتمر الأوروبي.
إنتر ميلان (1993-1994): نجا من الهبوط بصعوبة، وحقق لقب كأس الاتحاد الأوروبي.
آرسنال (1969-1970): احتل المركز 12، وظفر بكأس المعارض.
شالكه (1996-1997): عاش موسماً متوسطاً محلياً، لكنه تُوّج قارياً على حساب إنتر.
إشبيلية (2022-2023): أنهى الليغا في المركز 12، لكنه أضاف لقباً جديداً إلى خزائن “اليوروبا ليغ”.
بلباو تنتظر الفائز الذي سيغيّر رواية الموسم
مهما كانت نتيجة الدوري، فإن المجد الأوروبي لا يزال ممكناً. ويبدو أن مدينة بلباو ستحتضن ليس فقط نهائياً كروياً، بل قصة استثنائية لفريق سيحوّل إخفاق الموسم إلى إنجاز خالد. ربما لا يستحق أحدهما اللقب من حيث الأداء المحلي، لكن كرة القدم لطالما كانت ساحة للفرص الثانية.






